الغرب يتجه نحو الهاوية بسبب سياسته في سورية  - It's Over 9000!

الغرب يتجه نحو الهاوية بسبب سياسته في سورية 

Brookings  - ترجمة بلدي نيوز
مرة أخرى، سوريا تتصدر العناوين الأولى للصحف الغربية والعربية، فعشرات الآلاف من السوريين ما زالوا يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا، فيما يواجه صناع القرار في الغرب نتيجة فشلهم في إنهاء الصراع بحزم، صراع قتل فيه أكثر من 250.000 ألف شخص وشرد أكثر من 11 مليون آخرين.
وسط هذه الفوضى، روسيا تشرع في ثاني عملية عسكرية أجنبية في غضون 18 شهراً، وفي خلال ثلاثة أسابيع نشرت موسكو ما لا يقل عن 28 طائرة مقاتلة، 14 مروحية، العشرات من الدبابات وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، و2.000 جندي في شمال غرب سوريا.
إن مزاعم روسيا بأن قواتها موجودة في سورية فقط لاستهداف تنظيم "الدولة" أمر مشكوك فيه، فمن المعروف عداءها الشديد والواضح للجهاديين، كما أنها ترى جميع المعارضة المسلحة في سورية على أنها إسلامية وتشكل خطراً على الأمن الدولي، بينما تنظيم القاعدة، وتنظيم "الدولة الإسلامية" وغيرها من الجماعات ذات الفكر المماثل، قد وحدوا أنفسهم ونشاطاتهم كما هو الحال في سوريا، وبالتالي جميع ادعاءات روسيا زائفة.
وللأسف، يأتي تدخل روسيا في حين ينخفض دور سياسة الولايات المتحدة بشأن سورية الى أدنى مستوى على الاطلاق، وفي الوقت نفسه، لا تزال أمريكا وشركائها الأوروبيين بعيدين جداً عن استيعاب الحقائق في سورية، وأصبح التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة" هاجساً مريحاً، في حين أن ديناميكية أكثر تعقيداً في بقية أنحاء البلاد، وواضحة أمام الجميع، يتم تجاهلها ويساء فهمها.
هذه العزلة السياسية كانت أكثر وضوحاً في التصريحات الأخيرة للولايات المتحدة وصانعي السياسة الأوروبيين، حين قالوا بأنهم لم يعودوا يرون رحيل بشار الأسد الفوري جزءاً لا يتجزأ من الحل للأزمة السورية.
في حين أن هذا قد لا يبدو بالضرورة منطقياً لأي محلل للوضع في سورية، وهو رأي يتجاهل أن 100.000 من السوريين الذين يقاتلون نظام الأسد، قد أقسموا على أن يستمروا حتى يتم ترحيله من السلطة.
ووسط مكائد الجيوسياسية الأخيرة، تظهر حقيقة واحدة بسيطة قد نسيت أو تم تجاهلها عن قصد، أن الأسد "ليس وينبغي أن لا يُنظر إليه" كبديل أفضل عن تنظيم "الدولة الإسلامية".
فمنذ الأيام الأولى للثورة، قام الأسد وأجهزة مخابراته بتسهيل صعود الجهاديين، هذه السياسة التي تستند على تحريض المسلحين الجهاديين والتلاعب بهم لمصالح السياسة في دمشق هو أسلوب ممارسة راسخ لعائلة الأسد والتي يعود تاريخها على الأقل إلى تسعينات القرن.
فعن طريق الإفراج عن العشرات من سجناء القاعدة في منتصف عام 2011، ساعد الأسد على ولادة تمرد إسلامي وازدهاره، وفي ذلك الوقت تبنى سياسة متعمدة بعدم استهداف تنظيم "الدولة"، وسهل بذلك الأسد ازدهار التنظيم من جديد إلى ما يسمى اليوم بـ "الخلافة".
وفي الوقت نفسه، انتهج نظام الأسد سياسة ثابتة من القتل الجماعي المتعمد للمدنيين في غارات جوية بالصواريخ البالستية والبراميل المتفجرة واستخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع.
وقام الأسد بكل مهنية باستخدام المعتقلات كأماكن "للتعذيب والتطهير العرقي لشعبه"، بالإضافة لفرضه العشرات من الحصارات على غرار القرون الوسطى على السكان المعرضين للخطر، وقد تجاهل باستمرار قرارات مجلس الأمن الدولي، ووفقاً لبعض المصادر، كان مسؤولاً عن 95% من مجموع وفيات المدنيين البالغ عددهم 111.000 منذ عام 2011.
ورغم أن تنظيم "الدولة" قوة فعالة في سورية، ويجب التصدي لها، ولكنها لن تسير باتجاه دمشق في أي وقت قريب، خلافاً لما يروج، كما أن تنظيم القاعدة يمثل تهديداً ملحاً ولكن على المدى الطويل، وفي نهاية الأمر، السبب الجذري للأزمة السورية برمتها هو الأسد ونظامه.
وفي حين أنه تحدي صعب لا يحسد عليه المجتمع الدولي، إلا أنه لا يزال عليه مسؤولية أخلاقية وسياسية لإيجاد حل في سورية يضمن أفضل فرصة لسلام دائم، وهذا يعني إشراك حقيقي لكل السوريين من جميع الملل، بما في ذلك المعارضة المسلحة، ودمج وجهات نظرهم في حل محتمل.
وخلافاً للرأي السائد، فإن المعارضة السورية المسلحة ليست مقسمة ولكنهم في الواقع ركزوا جهودهم العام الماضي على وضع رؤية سياسية واضحة وموحدة، وهذه المعارضة مكونة من الشعب السوري ويقودها أبناءه، كما ان أهدافها وطنية تنحصر بحدود سورية، ولا يربطهم شيء بتنظيم "الدولة".
إن روسيا وإيران تقومان بأي شيء لبقاء الأسد حتى لو تطلب ذلك التقسيم الفعلي للبلاد، وهو هدف قد يتحقق وسوف يطيل ويكثف من الصراع، وسيكون من المؤكد شرارة تعبئة جهادية لم ير العالم مثيلاً لها من قبل.
إن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين يدخلون اوروبا، يفرون من آلة قتل الأسد وليس القاعدة أو تنظيم "الدولة"، ومنذ نزل السوريين للشوارع مطالبين بحريتهم في آذار 2011 ، كان رد الفعل الغربي ضعيفاً وغير ملزم على حد سواء، إن العالم الآن في حاجة إلى قيادة حقيقية، وللأسف، يبدو أن قادتنا يسيرون باتجاه الهاوية بعيون مغلقة عن الحقيقة.

مقالات ذات صلة

باجتماع ثنائي جرى في أنقرة.. واشنطن تبلغ تركيا معارضتها لتطبيعها مع النظام

أمريكا تتفقد قواعدها العسكرية في سوريا والأردن

الموقف الأمريكي من التقارب التركي مع النظام في سوريا

ادعاءات النظام بخصوص الكبتاغون

مبعوثو الدول إلى سوريا: لا تطبيع مع الأسد ولا عودة للاجئين

" الإدارة الذاتية" تأجيل الانتخابات والدور الأمريكي